لا تزال صورة
بطل الكونغ فو ماثلة في أذهان الذين طالما امتعوا نظراتهم بمشاهدة أفلامه، ذلك هو
بروس لي قصير القامة، سميك الجلد، صاحب القوة الفولاذية والنظرات الحادة والإصبع
المدبب مصدر زهوه وافتخاره.
سافر بروس لي إلى الولايات المتحدة عام 1959م وهو
في الثامنة عشرة من عمره، في الوقت الذي كان الأمريكيون ينظرون فيه إلى الصيني على
انه الخادم الخنوع في المنزل أو عامل السكك الحديدية البائس، واطلق على نفسه هناك
أسماء عديدة منها «جون واين»، «جيمس دين»، «شارلز أطلس».
قلب الأم لم يولد بروس لي في الصين بل ولد مريضا
في مستشفى في سان فرانسيسكو الأمريكية أثناء قيام والده الذي كان يعمل مغنيا في
اوبرا هونج كونج بجولة عمل هناك.
جاء بروس لي إلى الدنيا حاملا معه إعاقة، كان
من الممكن أن تدمر حياته، لولا ما كان يتمتع به من عزيمة قوية على أن يصنع لنفسه
كيانا».
وأضافت له أمه نقطة ضعف أخرى عندما اختارت له اسما نسائيا «لى جيون
قان» لدرء الحسد عنه، وإمعانا في الخداع قامت أيضا بثقب إحدى اذنيه.
ترك كل ذلك
اثره على بروس لي حيث كرس حياته من أجل تحويل جسمه الضئيل إلى سلاح قوى كبير،
معتبرا نفسه مخلصا ليس للصينيين فقط بل لكل جماهير الشباب والمراهقين الذين كانوا
يتدفقون على دور السينما للاستمتاع بأفلامه التي تميز فيها بتوجيه الضربات المحددة
بدقة، والقفزات العالية، التي تستولي على قلوب المتفرجين.