علموني وانا صغيره ان العيار الذي لا يصيب يدوش
ولذلك كانت الوسائل تتجه نحو تفادي احاديث الناس التي لا تنتهي كما لو انهم نسوا ان
الناس لا شغل لهم سوى الحديث
مع تلقي خبر قبولي في جامعة اليرموك وتحديد موقع
الجامعه كان والدي مصرا ان الجامعه بعيده عن البيت وانه لن يسمح لفتاة ان تنام ولو
يوم واحد خارج البيت ولذلك كان يسأل من حوله عن الخيارات الموجوده وكان الخيار
الوحيد هو الذهاب كل يوم الى الجامعه
في البدايه طرحت على والدي فكره ان اسكن
في سكن الطالبات حينها والدي رفض وذلك لما يقرأة في الصحف عن بنات الجامعه وكانت في
تلك الفتره جريده شيحان قامت بوضع خبر باالخط العريض عن شبكة دعاره تديرها طالبات
جامعيه وقاموا بتحويل شققهم الى وكر طبعا حينما قرأ والدي الخبر قام بقص الخبر
واعطاني اياه عما اعتقد مازلت احتفظ به ضمن الاشياء الخاصه التي لدي في بيت اهلي
كان ذلك الخبر اشبه برصاصة الى نعش دراستي الذي كان يتأرجح في بين ايدي الرافضين
والمؤيدين للفكره كان والدي لا يرغب في ان اكمل دراستي لانه كان في تلك الفتره قد
تقدم لي عريس مثلما يقال لقطه متعلم وله بيت ووظيفه الا انه اخبر والدي انه لا يريد
مني ان اكمل دراستي فهو يريدني سيده لبيتي وانا رفضت الفكره لانني اريد ان اجني
ثمرة سهري وتعبي لذلك والدي كان يبحث عن اي سبب لمنعي من اكمال دراستي الا ان
والدتي واخي وعمي استطاعوا احداث التغيير لكن طلباته كانت كلها تصب في طريق منعي
ذهبت انا وهو الى الجامعه يوم وقام بزيارة السكنات المجاورة للجامعه والتي كان
اغلبها على البوابه الشماليه للجامعه وهناك كان في الشقه غرفتان نوم كل غرفه فيها
اربع اسره او سته وهناك الصاله او ما يقال لها غرفة الدراسه وحمام وسأل المشرفه في
ذلك الوقت متى تغلقين الباب على الباب ولا يسمح للفتيات الخروج قالت له الساعه 8
ليلا حينها قال والدي أهناك فتيات يبقين لتلك الساعه خارج السكن قالت في اغلب
الاوقات لا ولكن هناك ظروف تحتم لهن الخروج وتوالت الاسئله على المشرفه التي كانت
تجيبها برحابة صدر وحينما خرجنا قال هذا فلتان والبنات فالتات واللي بيقعد مع
فالتين بيصير مثلهم خلص بتروحي وبتيجي وكل يوم تنامي بالبيت هيك احسن الي عجبك ولا
لا كنت مضطره ان اقول نعم الا انه كان تعذيب
كنت ارى صديقاتي كيف ان لديهم
الكثير من الوقت للدراسه وكيف كانت اوقاتي كلها تضيع ذهابا وايابا وكل هذا ماذا
سيقول الناس وعلى الرغم من ذلك لم ارحم من الكلام وكنت اقول لوالدي انظر من كنت
تخاف كلامهم مازالوا يتكلمون هل اسكتهم قال لانك تخرجين كل يوم وهم يعتقدون ان
الفتاة بعد التوجيهي مكانها الطبيعي البيت والزواج
كان هناك تبريرات دائمه لما
يتداوله الناس مما يجعلهم محافظين على الفكر وان كان هذا الفكر فكر متخلف لا يؤدي
الى اي مكان مما يجعل الانسان اسير لما يتداوله الناس
وعلى الرغم من ذلك تعرفت
على الكثيرات ممن اقمن بعيدا عن اهلهن وسكن في السكنات ولم يصبحن فالتات كما يسميها
البعض فكانت لدي صديقه سكنت في اربد لمدة فصلين وكانت من اكثر الفتيات التزاما في
صلاتها ولم ارها يوما في موقف قد يشك فيه لا انكر ان هناك عدد من فتيات السكن
واللواتي هن من بيوت اهاليهن لا يقدرن حجم المسؤوليه لكنهن ليسوا صفة عامه
كنت
من ايام اشاهد فيديو على نيويورك تايمز وكان يتحدث عن اقليم في باكستان تسيطر عليه
طالبان وكيف ان طالبان تأمر الفتيات اللواتي تخطين سن الخامسه عشره ان لا يذهبن الى
المدارس ويلتزمن البيوت حتى ان التضييق وصل الى الخروج الى الاسواق كما لو ان
الفتاة يجب ان تسجن في سجن حتى يحن عليها الرجل ويتزوجها ومن ثم تنتقل من تعذيب
المجتمع الى تعذيب المجتمع والزوج معا وكنت استمع لفتاة لديها حلم ان تكون طبيبه
الا ان وما تقوم به طالبان هناك اصبح حلم الفتاة مستحيل فالمدارس مغلقه لا احد
يستطيع التصدي لهم كما ان الاب يرفض ترك ارضه لقوله ان هذه الارض كانت سخية علي في
مجدها أاتركها الآن وهي بحاجه الي كانت الفتاة تبكي على استحياء على حلمها وتتمنى
ان تعود بلادها مثلما كانت
تلك الدموع اعادتني الى ما انا فيه الآن من ذكريات
فدخولي الجامعه واجهت فيه فكر مجتمع يرفض التغيير ومن يحاول التغيير يواجه في كثير
من العقبات الا ان مشكلتي لم تكن مثل تلك الفتاة ولكن وعلى ما يبدو ان المراة اينما
تواجدت مشاكلها تبدو متشابه في كثير من الاحيان
مشكلتها ان طالبان تريد الفتيات
جاريات في بيوت ازواجهن لا معلمات ولا قائدات ويعتبرنها على ما يبدو انهن السبب في
الفاحشه مثل نوابنا المحترمين اما في مجتمعنا ففكر ممزوج بعادات وتقاليد والدين
الاسلامي المبهمه الكثير من تعاليمه للناس فتراهم يتداولون الكثير من الاحاديث
المعاكسه لما امر به النبي الا انها تلازم ما يعتقدون انه صحيح وترضي غرورهم فمشكلة
المرأة الآن مشكله فكريه اكثر من انها قانونيه ويجب ان نقوم بمحاربة الفكر الموجود
ففي السابق حاربنا النساء من اجل ان تتساوى اجورهم مع الرجال وان يمنحن حقوق مثلهن
مثل الرجال لكن الآن اعتقد ان المشكله تكمن في الفكر السائد سنحتاج القانون من اجل
ان تؤكد وحماية الفكر لكن ان كان الفكر غير موجود فان القانون موقوف لاجل غير مسمى
فقصتي كانت مع مجتمع لا مع قانون فهل سنستطيع تغيير فكره