من المؤكد أن العلم الذي توصلت إليه إمرأة اليوم وفتاته، أكسب كل فرد منهما، الثقة بالنفس، والاعتماد عليها، إلى جانب المسؤوليات الضخمة، دون مساعدة، كما كانت تفعل المرأة في الماضي، والذي يلزمها سلاح هذه المرأة العصرية، لتقاوم غائلة الدهر، وعوائقه الكثيرة، عن كونها الأدنى من الذكر أخوها، أو زوجها، حيث تساق كالبهيمة إلى مذبح الضحية، كيفما شاء هو، دون أن تنبث بأية كلمة.
هذه النماذج من النساء، أصبحت صوراً من الماضي العتيق، برأي إمرأة اليوم العصرية، التي تكافح، وتناضل، من أجل تحقيق غاياتها، وأهدافها، رغم كل الضغوط من حولها، ورغم المجتمع المتناقض، مرة مع تطورها صعداً نحو الأفضل، وطوراً ضدها، وعدم ارتفاعها كما ينبغي،من هنا شعرت المرأة في مجتمعات العالم الثالث، بقلة قدرها، وحطتها، إلى جانب خنوعها، وذلها، من جانب الأهل، والأسرة، والزوج، والمجتمع، مما ولد عند أكثر نساء اليوم، قيماً متناقضة بين القديم والجديد، وخاصة لدى النساء المتعلمات، اللواتي أصبح لهن، وعي جديد، ودور جديد، إلى جانب الدور القديم التقليدي الواقع على عاتقهن، من حيث ازدواجية المسؤولية، إلى جانب العمل الخارجي.
وبما أن عصرنا، هو عصر العلم والمعرفة، وعند البعض عصر الجهل أيضاً، فيجب على كل فرد منا، أن يخوض غمار هذه الحياة، مع حفاظه على التقاليد، والعادات، والأخلاق الموروثة، إلى جانب الشرف والسمعة، لأنهم هم قيمة الفرد في الأسرة والمجتمع،لأن المجتمع الذي يجمع بين الجديد والقديم هو ينبوع القمة، لأن لو لم يوجد قديم، لما وجد وعرف الجديد؟! ولكن من المؤكد أن أكثر النساء في عالمنا المتحضر، لا يعرفن معنى ما أعنيه، فيكونون عرضة، دائماً بسبب توترهن، وانفعالاتهن، لى الصراعات النفسية، والأزمات العصبية.
وبطبيعة الحال، إن دور الرجل، ظل كما هو، من حيث معاملته القديمة للمرأة، ولم يتغير بتغير العصر، بل زاد في ميله، إلى فطرته الأولى، وهو نوع من السلطة، والأنانية الذكورية، إلى جانب الضغوط الذي يفرضها، كلما تطور العصر نحو الأفضل، كلما زادت الخلافات، والحدة بينه وبين زوجته ((ومع حدة الصراعات في حياة المرأة المتعلمة الواعية بحقوقها الجديدة أكثر من المرأة غير المتعلمة، غير الواعية بهذه الحقوق. وتزداد هذه الصراعات أيضاً في حياة المرأة المتعملة العاملة، لأن المجتمع لم يهيأ بعد إجتماعياً، وأخلاقياً، وتربوياً، ونفسياً، لدور المرأة المتعلمة العاملة.
ولا زال المجتمع بصفة عامة، ينظر إلى دور المرأة في البيت (كزوجة وأم) على أنه دورها الأساسي في الحياة، أو دورها الوحيد المسموح به، أو عملها خارج البيت، فليس إلا من أجل تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل رب الأسرة في الحياة، وهو خدمة الزوج والأطفال في البيت)).
ومن الطبيعي أن جميع اللواتي يعملن موظفات في جميع الميادين، وكافة المهن، هن بالطباع منتجات بفاعلية حقيقية على كل الأصعدة، ولكن بنفس الوقت مستهلكات دون أن يدروا على كل الصُعُد، في العمل الإنتاجي، والعمل الخارجي والداخلي، وبسبب هذا الاستهلاك، مع فقدهن لقواهن النفسية، والجسدية، مما يزيد من إحساسهن، بالضعف والخذلان، أمام الانهيارات العصبية، الناتجة عن عدم الراحة لهن، على الصعيد العملي والمنزلي إلى جانب المسؤولية بتربية الأطفال، ورعايتهم، وإلى جانب المستلزمات بالبيت، الخاصة والعامة. وكأنهن آلة فقط للعمل الدائم ليلاً ونهاراً، لا وقت لإراحة أعصابهن، وأجسادهن، اللواتي هن بأمس الحاجة لها.
ولكن للأسف بإمكاننا أن نقول أنهن مستهلكات فقط كالآلة،
جسد دون روح.
تحياتي
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور